كلمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم
مما لاشك فيه أن الحفاظ على تراث وموروث دولة الامارات العربية المتحدة يعد من أهم الخطوات التي اتخذتها إمارة دبي هدفا رئيسيا لبناء بنية تحتية قوية تتوجه بها نحو الانفتاح على العالمية في السنوات القليلة المنصرمة، حيث اولت حكومة دبي الكثير من الدعم والرعاية لكل مشروع من شأنه أن يؤرخ ويوثق تراث وموروث وحضارة وثقافة دولة الامارات وينقله الى الاجيال القادمة بمصداقية وفكر وطني ورؤية عصرية واضحة.
وإلتزاما للتوجه العام للامارة، وإيمانا منا بأهمية الاهتمام بقطاع الشباب والذين هم عماد المستقبل وركائزه.. جاء تركيزنا الفعلي على تنمية وتفعيل كافة النشاطات والهوايات والممارسات والرياضات الشبابية التراثية التي تأصلت جذورها في نفوس شباب الامارات وكبرت معهم وضلت كامنة في الذاكرة، لإبرازها والمحافظة عليها من الاندثار والنسيان، ولذلك كان لابد لهذه الفعاليات من ميدان تمارس عليه ويفتح امامها بدوره الطريق نحو الإتقان والدخول بها في مسابقات متخصصة على نطاقات محلية وعربية وعالمية.
ولعل ما كلل بطولات ( اليولة ) من نجاحات على مر السنوات الماضية، وتزايد أعداد المشاركين الذي يدل على الاهتمام الضخم الذي أولاه أبناء هذا الوطن بهذه الفعالية التراثية الهامة، كان السبب الرئيسي وراء تكثيف الجهود وتطوير هذه الفعالية لتشمل اعداد أكثر من المشاركين ما أسهم الاسهام الكبير في استمراريتها وتنشيطها، حيث نستعيد من خلالها بعض ملامح الماضي العريق في خضم النقلة الحضارية والانفتاح الثقافي على الثقافات الاخرى.
ونتيجة للانتشار الواسع الذي حظي به هذا الجانب من الموروث بين الشباب، ارتأينا وعبر تلفزيون سما دبي تفعيل هذا النشاط التراثي ودعمه بشكل أكبر والذي من شأنه أن يعمق المفهموم الحقيقي لالتصاق ابن الامارات بموروثه المادي والمعنوي، حيث قمنا فتح آفاقا أوسع للمشاركة في هذه النشاطات التراثية الهامة من خلال بث مسابقة ( اليولة ) فضائيا وإتاحة الفرصة للمشاهدين للمشاركة والمتابعة الحية مما يكسب هذا الموروث الكثير من الانتشار ويخرج به من نطاق المحلية إلى فضاءات خليجية وعربية وعالمية حيث تصبح هذه الفعالية التراثية فرصة ذهبية لإطلاع الشعوب الاخرى على موروثنا الشعبي بصورة حية ومشوقة وعلى نحو أكثر فعالية ومرونة واتقان.
ونحن من خلال هذا المنبر الاعلامي نشد على ايدي كل من ساهم ويساهم في الحفاظ على تاريخ وموروث وعادات وتقاليد دولة الامارات العربية المتحدة.