الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعـــد:
فصل
في الحث على التمسك بالسنة
[/center]
{السنة هي الجنة الحصينة لمن تدرعها، والشرعة المعينة لمن تشرعها، ودرعها صاف، وظلها ضاف، وبيانها واف، وبرهانها شاف.
وهي الكافلة بالاستقامة والكافية في السلامة، والسلم إلى درجات دار المقامة، والوسلية إلى الموافاة بصنوف الكرامة.
حافظها محفوظ، وملاحظها ملحوظ، والمقتدي بها على صراط مستقيم، والمهتدي بمعالمها صائر إلى محل النعيم المقيم}1.
ولقد توافرت النصوص الشرعية وأقوال الصحابة والتابعين المرضية،على الترغيب فيها،والحث على التمسك بها.
فمن الكتاب قوله تعالى"{لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَوَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}سورة الآحزاب:الاية21.
وقوله تعالى{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}سورة ال عمران :الاية 31.
ومن
السنة مارواه الإمام مسلم في "صحيحه"، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
رضي الله عنهقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا
خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلا صَوْتُهُ ،وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ،حَتَّى
كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ ،يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ
.......وَيَقُولُ: ((أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ
خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّد،ٍ
وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وفي المسند عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون،ووجلت منها القلوب.
قلنا يارسول الله إن هذه لموعظة مودع،فما تعهد إلينا؟
قال
:"قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها،لايزيغ عنها بعـدي إلا هالك ،ومن
يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا،فعليكم بما عرفتم من سنتي ،وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين...."الحديث.
وفي لفظ له -أيضا-عنه رضي الله عنه ،قال:
صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر،ثم أقبل علينا،فوعظنا موعظة بليغة ،ذرفت لها الأعين،ووجلت منهاالقلوب.
قلنا يارسول الله،كأن هذه موعظة مودع،فأوصنا.
قال:فَقَالَ : (( أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا
حَبَشِيّاً ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلافاً
كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ
بدعة ضلاله)