السطح
تقع المملكة العربية السعودية في الجنوب الغربي من قارة آسيا ممتدّة على مساحة تبلغ 2,270,000كم² تقريبًا، وهو ما يعادل نحو أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية تقريبًا. ويحدها من الغرب البحر الأحمر ومن الشمال المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العراقية، ودولة الكويت، ومن الشرق الخليج العربي ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، ومن الجنوب الجمهورية اليمنية. ويبلغ طول حدود المملكة العربية السعودية من جميع الجهات 6,760كم منها 4,430كم حدودًا برية و 2,330 كم حدودًا بحرية.
ويغلب الجفاف على أراضي البلاد الخالية من الأنهار أو المجاري المائية الدائمة. وبالرغم من أن الوديان الجافة المنتشرة في معظم الأنحاء تفيض بالمياه بعد العواصف المطيرة، إلا أن القيمة الفعلية للمياه ضعيفة، إما بسبب التبخر وإما بسبب التسرب إلى باطن الأرض.
وتشكل الأراضي السعودية مُتحفًا جغرافيًا يشتمل على العديد من الأشكال التضاريسية من جبال وهضاب ومخاريط وحرَّات بركانية وأودية عميقة وسهول ساحلية منخفضة وعروق رملية وجزر مرجانية. وتتكوّن تلك المظاهر الطبيعية من أغلب الصخور المعروفة. ويمكن تقسيم ملامح السطح في البلاد إلى أربعة أقاليم جغرافية طبيعية رئيسية هي:
* جبال الحجاز وعسير
* هضبة نجد.
* الصحارى الرملية
* السهل الساحلي الشرقي.
جبال الحجاز وعسير
وهي تتكوّن من الصخور النارية القديمة أو المتحوّلة وتغطيها في بعض أجزائها الحرات البركانية. وتمتد بمحاذاة البحر الأحمر والسهل الساحلي بطول يبلغ 1,700كم من خليج العقبة والحدود مع الأردن شمالا إلى الحدود مع اليمن جنوبًا. كما أنها تنحدر بشدة نحو الغرب وبشكل تدريجي نحو الشرق، وتضيق في الشمال، لكنها تتسع نحو الجنوب بعرض يتراوح ما بين 40 و 240كم. وتتميّز هذه الجبال بأنها تسير في سلاسل متوازية وتحمل أسماء عدة، حيث يُعرف الجزء الشمالي منها بجبال الحجاز، لأنها تحجز بين السهل الساحلي وداخل شبة الجزيرة العربية، ويسمى الجزء الجنوبي منها بجبال عسير، لعسر اجتيازها وشدة وعورتها، وتعرف نطاقاتها المرتفعة باسم جبال السروات أو سراة عسير، حيث ترتفع أعلى قمة في البلاد في جبل السودة بالقرب من مدينة أبها إلى 3,678م فوق مستوى سطح البحر. ويهبط من جبال عسير والحجاز مئات الأودية أشهرها أودية نجران وجازان وبيشة وفاطمة والعقيق والرمة. ومنها ما يصرف مياهه نحو البحر ومنها ما تتدفق مياهه نحو الداخل. وتتصف أحواض هذه الأودية بأنها مراكز أساسية للنشاط الزراعي لأن السيول التي تجري فيها تحمل كميات كبيرة من الطمي.
هضبة نجد
تحتل هضبة نجد وسط البلاد، وتمتد على مساحة تبلغ 482 ألف كم². ويتكون القسم الغربي من الصخور المتبلورة والمتحوِّلة، ويضم جبل شمَّر الذي يرتفع إلى أكثر من 1,300م فوق مستوى سطح البحر، ويتكون من نتوءين صخريين متجهين من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وبينهما سهل خصب وفير المياه عرضه 70 كم تقع فيه مدينة حائل. أما القسم الشرقي وهو الأكثر أهمية، فيتكون من صخور رسوبية ورملية وجيرية تحوي طبقات حاوية للمياه الجوفية تروي أراضي زراعية مهمة في مناطق القصيم وسدير والوشم والعارض والخرج والأفلاج وغيرها. وتعدُّ جبال طويق في هذا القسم، العمود الفقري لهضبة نجد وأبرز ظاهرة تضاريسية بها، وهي جبال جدارية تعدّ من أطول الضلوع الصخرية المتصلة على سطح الأرض الكويستا حيث يصل طولها إلى 1,100كم تمتد من الشمال إلى الجنوب. ويشق هضبة نجد العديد من الأودية تزيد أطوال بعضها على مئات الكيلومترات أشهرها أودية: حنيفة والباطن والسرحان. وإلى الشرق من هضبة نجد تمتد مجموعة من الهضاب أهمها هضبة الدبدبة الحصوية وهضبة الصّمّان المتكوِّنة من الحجر الرملي والصلصال.
الصحاري الرملية
صحراء الربع الخالي
تغطّي الرمال مساحات شاسعة من البلاد ويعود ذلك إلى نشاط عوامل النحت والتعرية والترسيب التي فتتت الصخور اللّينة وكوّنت أراضي منخفضة على هيئة أحواض ملأتها الرواسب الرملية. ومن أهم الصحاري الرملية ما يلي:
* الربع الخالي حوض واسع منخفض يعد من أكبر الصحاري الرملية المتصلة على الأرض إذ تبلغ مساحته 640 ألف كم² تمتدّ من مرتفعات الحجاز وعسير غربًا وحتى مرتفعات عُمان شرقًا، ومن هضبة نجد شمالاً حتى الحدود مع اليمن جنوبًا. وعلى الرغم من قسوة البيئة الطبيعية في هذه المنطقة وخلوّها من النشاط البشري، إلا أنها تزخر بثروات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن المشعة والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية، وهي لم تعد خالية كما يوحي اسمها بذلك، إذ تنتشر فيها مراكز ومحطات شركة النفط الوطنية وتجوب الطائرات والسيارات سماءها وأرضها منقبة عن مدخراتها المعدنية.
* صحراء الدهناء لسان صحراوي يمتد من الربع الخالي ويحيط بهضبة نجد من الشرق متجهًا نحو الشمال ويبلغ طوله 1,200كم ويتراوح اتساعه ما بين 25 - 80 كم. وتتكوّن الدهناء من كثبان رملية حمراء اللون متوازية تقع بينها فواصل صخرية.
* صحراء النفود الكبير تقع شمالي البلاد، وتبلغ مساحتها 56,320كم²، وهي مجوّف واسع مملوء بالرمال ومحصور بين مناطق صخرية صلبة هي مناطق الهضاب. وتتميّز هذه الصحراء بكثبان رملية طولية حمراء اللون تُعرَف بالعروق. وكان يعبر الجزء الشرقي منها طريق الحج الشهير بدرب زبيدة الرابط بين العراق والحجاز.
السهل الساحلي الشرقي
يبلغ طول السهل الساحلي السعودي على الخليج العربي نحو 500 كم ويبلغ معدّل عرضه 60 كم. ويتميّز بأنه منخفض ولا يرتفع كثيرًا عن مستوى سطح البحر، ولذلك تكثر فيه السبخات والأراضي الملحية والتلال الرملية. وتتسم المياه المجاورة لساحل الخليج بأنها ضحلة، الأمر الذي أدى إلى بروز الخلجان والرؤوس وتكوّن الشعاب المرجانية، وإلى غناها بالسمك واللؤلؤ الذين شكّلا مورد الرزق لسكان الإقليم قرونًا عديدة. إلا أن هذه المنطقة اكتسبت ميزة إستراتيجية اقتصادية كبيرة بعد اكتشاف النفط، إذ تحوي حقولها النفطية البحرية والبرية واحدًا من أضخم احتياطات النفط المعروفة في العالم. ويلي السهل الساحلي باتجاه الداخل سهول الأحساء المتكوّنة من الرمال والحصى الغنية بمياه العيون والآبار التي تروي مساحات زراعية مهمة